03‏/05‏/2009

الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب : نضال وطني بالرباط، ونقاش حول مسار الجمعية وآفاقها

.

الخميس 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 - المناضلة -

انعقد بالقنيطرة المجلس الوطني للجمعية يوم 15 شتنبر 2007 الذي بث في كيفية تخليد ذكرى تأسيس الجمعية التي تصادف 26 أكتوبر من كل سنة (أقر المؤتمر الوطني الثامن معركتين وطنيتين واحدة تنطلق في 20 يونيو و الثانية في 26 أكتوبر)، وقد كانت خلاصة مجلس القنيطرة، و الذي حضره 22 فرع فقط على الشكل التالي :

- وقفة أمام وزارة العدل صباح يوم الجمعة 26 أكتوبر 2007 و وقفة أمام باب البرلمان مساء نفس اليوم .
- لقاء مفتوح مع الأعضاء السابقين بالمكاتب التنفيذية للجمعية صباح يوم السبت 27 أكتوبر 2007 و ندوة في المساء .

تحت شعار "الاستشهادات،الاعتقالات و المحاكمات الصورية لن تثنينا عن مواصلة النضال من أجل الحق في الشغل و التنظيم"، هكذا انطلقت المحطة النضالية الوطنية بمجلس وطني ترتيبي – تقني- يوم الخميس حضره 27 فرع، وصباح الجمعة وقف ما يقارب 400 معطل-ة من 41 فرع أمام وزارة العدل في حين كانت وقفة المساء أمام البرلمان، تميزت الوقفتين بحضور قمعي ضعيف، و متابعة إعلامية باهتة، و تجاوب ضعيف من قبل المواطنين، كما عرفت حضورا ضعيفا للهيئات الجمعوية و النقابية و السياسة .

اللقاء المفتوح مع مسؤولين سابقين في المكاتب التنفيذية للجمعية، عرف حضور أزيد من 150 شخص، وحضره 5 أعضاء سابقين وهم :

- محمد يونس : المؤتمر الوطني الثالث، نونبر 1994 – أكتوبر 1997.
- عمر باعزيز، عادل بهوش و محمد العزوي (حيلة): المؤتمر الوطني السادس، ماي 2002 – يونيو 2004.
- عبد الواهي القاضي: المؤتمر الوطني السابع، يونيو 2004 – اكتوبر 2006.

استهل اللقاء بتلاوة أرضية من إعداد المكتب التنفيذي، كانت أقرب إلى السرد الكرونولوجي لتاريخ الجمعية و مواقفها، فلم تطرح الأرضية الاشكالات الحقيقية التي تواجه عمل الجمعية، و سبل مواجهتها .

مداخلات أعضاء المكتب التنفيذي السابقين ركزت على نقط مختلفة و قد كانت على الشكل التالي :

عمر باعزيز: تطرق لسياق التأسيس من حيث صعوبة البناء أو من حيث الحسم في طبيعة الاطار و طبيعة مطالبه ناسبا تجربة بناء التجربة لليسار (الطلبة القاعديين)، طارحا السؤال حول إمكانية الجمعية النضال ضد البطالة أو النضال من أجل تشغيل منخرطيها، منبها للعلاقة التي تربط تصور الجمعية للبطالة و المطالبة بالتشغيل، معرجا على مكسب التنسيق مع حركات النضال ضد البطالة بفرنسا (AC !) و إسبانيا (CGT، الإشارة لدور الجمعية في فضح سياسة الدولة في ميدان التشغيل.

عادل بهوش: من جهته أشار إلى تحديد حركة المعطلين انطلاقا مما هي في الواقع و ليس لما تقوله عن نفسها مشيرا إلى أن وجود الجمعية هو قرار سياسي لتصور سياسي معين يقوم على أساس التنظيم من خارج النقابات، مبرزا الشروط الموضوعية لظهور الجمعية. وقد لاحظ أن مسار الجمعية عرف انعطافة بعد مؤتمرها الثالث حيث انتقلت الجمعية من مطلب الشغل حق وليس امتياز، أي الشغل لجميع المعطلين إلى مطلب الشغل للمنخرطين (طهور التنقيط)، و تحول الجمعية إلى طابور أمام الجماعات المحلية..، مشيرا إلى أن وجود المناصب و الامتيازات بالجماعات المحلية هو الذي يؤثر على الخريطة التنظيمية للجمعية و فروعا و وعدد المنخرطين و ليس مبدأ النضال ضد البطالة (الفرق بين ما تؤطره الجمعية و عدد المعطلين مهول)، منبها للتحول الذي عرفته الدولة من التوظيف عبر الميزانية العامة إلى التوظيف عبر الجماعات المحلية إلى الرهان على القطاع الخاص و تفكيك الوظيفة العمومية، داعيا إلى تشكيل منظمة للشباب للنضال ضد البطالة بدل حصة للجمعية من داخل سياسة الدولة. و دعا في الأخير إلى استمرار النقاش بشكل مكتوب حول آفاق الجمعية .

محمد العزوي (حيلة) : أشار إلى أن الطريقة التي تستفيد بها الجمعية فيها نوع من الزبونية، و أن الدولة تتوجه لفرض قانون شغل موحد يشمل أجراء الوظيفة العمومية و القطاع الخاص، منبها إلى أن الفروع هي المحرك الحقيقي للجمعية و إلى أن الجمعية تقوقعت على الجماعات المحلية. الدعوة لاستمرار النقاش عبر قنوات أخرى.

عبد الوهاب القاضي : تطرق للمشاكل التي تعترض عمل الجمعية من قبيل صعوبة تشكيل مكاتب الفروع و المكتب التنفيذي، خطورة المد الظلامي (تجربة المؤتمر السادس)، ملاحظا أن النضال يكون جماعيا الاستفادة فردية، مشيرا إلى تعثر العلاقة مع الحركة الطلابية و داعيا إلى الانخراط في النضال الجماهيري العام، سجل غياب الاطارات عن نضال الجمعية مرجعا ذلك لتمخزنها. رغم كل النواقص وجب الحفاظ على الجمعية كمكسب تنظيمي هام .

محمد يونس (وزان) : استهل مداخلته بتحية المناضلين المؤسسين للجمعية و محبذا ورشة للنقاش و التفاعل على أسلوب الخطابة و أنه يتوفر على ورقة عبارة عن قراءة لتجربة الجمعية سيتم نشرها، داعيا لتجميع الإرادات حول مهمات خاصة بالجمعية، منبها لأهمية العلاقة بين السياسي و الجماهيري و إلى عدم جعل الجمعية مكانا لتصريف العجز السياسي و أضاف أن الجمعية ليست ملك أحد(النهج، التروتسكيين،اليساريين..) بل ملك للشعب المغربي. مرجعية التأسيس كانت حقوقية بأساس مطلبي، وقد أشار إلى أن الجمعية مدت الإطارات الأخرى بالأطر و طالب بأن يتم الابتعاد عن المنطق الفصائلي و بالوحدة في العمل الجماهيري و دعى إلى تغيير الخطاب التواصلي مع محيط الجمعية لاستقطاب تعاطف الجميع لأن البطالة تهم الجميع. و أشار إلى استغلال الاتحاد الاشتراكي لمعارك الجمعية في التفاوض مع القصر أثناء إعداد حكومة التناوب.

تفاعل القاعة مع المداخلات كان قويا من خلال تسجيل عشرين مداخلة المداخلات تناولت عدة أراء، أفكار و مقترحات يمكن تلخيصها على الشكل التالي :

- الجمعية جزء من حركة التحرير الشعبية
- البطالة قضية طبقية..
- التعامل مع الجماعات المحلية طعم..
- تدني المستوى لدى قواعد الجمعية و غياب التكوين..
- استغلال الجمعية من طرف أطراف سياسية لبناء نفسها..
- فضل التأسيس لا يعني الوصاية على الجمعية..
- دعوة قضائية ضد المخزن بسبب رفض اعترافه القانوني بالجمعية...
- غياب التواصل بين قيادة الجمعية و قواعدها..
- غياب الدعم المالي للفروع من طرف الهيئات بخلاف السابق..
- الدعوة تأسيس فدرالية وطنية للنضال ضد البطالة مع باقي المعطلين..
- ضرورة تدوين النقاش..
- تجاوز الخطاب الوصفي إلى مستوى التحليل..
- تأسيس خلية استشارية إلى جانب المكتب التنفيذي..
- الجمعية إطار من أجل التشغيل و ليس من أجل الانتهازية..
- الجمعية تتكيف مع سياسة الدولة في ميدان التشغيل..
- الجمعية لا تهتم بالقطاع الخاص و وجود إمكانية للنضال إلى جانب الطبقة العاملة..
- مكاسب المجموعات مؤقتة..
- سوق الشغل يشهد إعادة هيكلة مديدة لازالت مستمرة منذ ثلاثة عقود..
- انعكاس الأزمة النقابية و السياسة على الجمعية و أدائها...
- اقتراح رابطة وطنية للنضال ضد البطالة يدعو إلى تشكيلها قدماء المكاتب التنفيذية للجمعية تعمل على ضم الجمعيات الحقوقية و النقابيين و مجموعات النضال ضد البطالة و الجمعية من أجل إيجاد أفق لحل أزمة الجمعية..
- الموقف من النظام ضروري لعمل الجمعية..
- الدعوة لتشكيل لجنة للمتابعة..
- إصدار صوت المعطل تتضمن مجمل الأفكار الواردة في اللقاء المفتوح..
- تأسيس حركة للشبيبة.. وجريدة..
- ما موقع الثقافة الاشتراكية داخل الجمعية؟..
- لماذا الاقتصار على العلاقة النضالية مع أروبا؟..
- الجمعية ليست حزب.. الجمعية تناضل ضد وجودها.. مراكمة القوى منعدمة..

أعضاء المكاتب التنفيذية الحاضرة تفاعلوا مع النقاش على الشكل التالي :

يونس اعتبر أن :
- الجمعية في وضع جيد يجب القيام ببعض العمل التنظيمي (مثلا انتقل عدد الفروع من 14 سنة 1994 إلى 132 فرع سنة 1997)،
- تفعيل حلقة التكوين بشقيه الاداري و المعرفي..
- مرحلة 1994 – 1997 ارتكبت فيها أكبر الأخطاء..
- الديمقراطية الداخلية لتدبير الاختلاف دون إقصاء..
- رفض هيأة استشارية إلى جانب المكتب التنفيذي( سيبدو قاصرا)..

عادل بهوش اعتبر من جهته أن :
- الجمعية تعرف أزمة و دخلت الانحدار منذ يونيو 2000 و القيادة لم تلتقط الإشارة..
- هناك طابوهات في النقاش حول واقع الجمعية و آفاقها و حتى الجدوى منها و إن كان قد تراجع قليلا..
- ضرورة تنظيم آخر على قاعدة مطالب عامة..

حيلة أكد أن :
- الجمعية لم تساهم في دفع الدولة لخلق مناصب الشغل.. اكتفت بالحصة من الموجود..
- الجمعية لا يجب أن يكون الانتماء إليها على قاعدة إيديولوجية.. بل مفتوحة لجميع المغاربة.

عمر باعزيز أوضح أن :
- اليسار بنى الجمعية حقيقة تاريخية..
- الجمعية تستفد من أطر التنظيمات اليسارية..
- منظور عصيان مدني
- تطوير التواصل مع الحركات الاجتماعية الجديدة..
- ليس هناك تنظيم بنى نفسه على حساب الجمعية..

في الأخير عبر عبد الوهاب القاضي عن أن :
- تحمل المسؤولية في المكاتب التنفيذية منذ المؤتمر السابع أصبح يتم من أجل الحفاظ التنظيمي على الجمعية..
- ضرورة تطوير الجمعية كمكسب تنظيمي..
- تكثيف العلاقة بالهيئات المناضلة على مستوى الفروع.
- نهج تكتيكات صائبة في العلاقة مع المسؤولين و تحديد الشعارات المناسبة في كل محطة نضالية..

حظي اللقاء المفتوح باهتمام كبير من طرف الحاضرين ولقي استحسان أغلبهم، وهذا يعبر على افتقار الأجيال الجديدة لتملك ماضي جمعيتها، وهذا يطرح مهمة جعل موقع الجمعية الالكتروني منبرا لنشر مجمل النقاشات التي عرفتها الجمعية في الماضي و نشر أدبها المتراكم في الأرشيف حتى لا تستفيد منه الرطوبة و الفئران فقط. و حتى يكون مادة للتقييم لفتح آفاق جديدة للجمعية...

ندوة مساء السبت إلغاءها دون سبب وجيه ( ضيق الوقت)

ملاحظة أخيرة :

اقر المجلس الوطني المنعقد يوم 28 أكتوبر 2007 ما يلي:

- تخليد ذكرى الشهيدة نجية آدية بمدينة بولمان يوم 11 دجنبر 2007 بوقفة احتجاجية تحت شعار "من يكرم الشهيد و المعتقل يتبع خطاهم" و دعوة عائلة الشهيدين و المعتقلين.

- معركة قانون المالية تخاض بالفروع و التنسيقيات تحت شعار "قانون المالية تكريس للجرائم المرتكبة في حق أبناء الشعب المغربي".

- المجلس الوطني دعى الفروع إلى الانخراط في تنسيقيات مناهضة الغلاء أو المبادرة للدعوة لتأسيسها و تنفيذ الخطوات النضالية المقررة من طرف الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي.

- عقد مجلس وطني ببولمان صباح يوم 10 دجنبر 2007 و زيارة عائلة الشهيدة مساء نفس اليوم. سيبث في توقيت معركة قانون المالية النهائي.

- المجلس الوطني العادي سيعقد في 03 فبراير 2007 يحدد مكانه لاحقا.

- يصدر المكتب التنفيذي بيان .

الرباط في 29 أكتوبر 2007

1- المنابر الإعلامية الحاضرة: مجلة تيل كيل، جريدة التجديد، جريدة النهار المغربية، جريدة الرأي الآخر، جريدة الحركة، جريدة الملاحظ السياسي.
2 - حضرت الهيئات التالية: الاتحاد المغربي للشغل، حزب النهج الديمقراطي، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، شبيبة النهج الديمقراطي، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الهيئة الوطنية لحماية المال العام، خريجي التكوين الـتأهيلي.
3- لم يتبق في القاعة عند نهاية اللقاء الذي دام 5 ساعات سوى 50 شخص .

.