16‏/11‏/2011

فرع إمزورن للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يصدر تقريرا حول استشهاد المناضل كمال الحساني


الجمعية المغربية لحقوق الإنسان............... .............................إمزورن في : 15 نونبر 2011
فـرع إمزورن

تـــقـــريـــر

- تـقـريـر عـن اسـتـشـهـاد الـمـنـاضـل كـمـال الـحـسـانـي -


في إطار متابعة الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإمزورن لجريمة اغتيال المناضل الشهيد كمال الحساني ببني بوعياش يوم الخميس 27 أكتوبر 2011، عقد أعضاء المكتب عدة لقاءات استقى من خلالها مجموعة من شهادات شهود عيان وآخرون ذات صلة بالموضوع، وتنويرا للرأي العام المحلي والوطني ومساهمة منه في إجلاء الحقيقة أصدر التقرير التالي :

- الجوانب النضالية في مسيرة الشهيد النضالية :


- كمال الحساني من مواليد 02 دجنبر 1983، حاصل على الإجازة في القانون الخاص - تخصص القانون الجنائي - .
- عضو مكتب فرع بني بوعياش للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب (الج.و.ح.ش.م.م) .
- عضو مجلس التنسيق الإقليمي لنفس الجمعية .
- مناضل فاعل داخل حركة 20 فبراير تجده في مقدمة المعارك الإجتماعية و التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتأمين حياة كريمة .
- وفيا لنصرة القضايا العادلة للكادحين وكل فئات الشعب المقهورة .
- آمن بمبادئ الديمقراطية و العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية .
- آمن بالعمل الوحدوي مع كل القوى التقدمية الديمقراطية .
- له ثقة بقدرة الشعب والجماهير على تحقيق التقدم وصنع التغيير .


- السياق العام لارتكاب الجريمة :


إن السؤال عن الملابسات والحيثيات المحيطة بالجريمة تتطلب منا كجمعية الإسترشاد بمعطيات الواقع ورصد منعطفاته وفق رؤية لا تعزل حلقات الأحداث عن بعضها البعض، بل ضرورة النظر إليها في ترابطها الداخلي وارتباطها بمكونات الصراع، وعليه فإن حادث الإغتيال لا يمكن فصله عن الدينامية النضالية التي أطلقتها حركة 20 فبراير ومحاولة الدولة تكسيرها بشتى الوسائل بما فيها تجنيد وتسخير البلطجية - التي باتت تشكل قوى مساعدة غير رسمية للقوات العمومية - للتهديد والإعتداء على المناضلين بعد فشلها الذريع في نسف الحركة من الداخل، وهو نفس الوضع الذي تعرفه مدينة بني بوعياش وإن بخصوصية خاصة، حيث تبرز خيوط الصراع بشكل واضح بسبب تطور وتقدم وتيرة الإحتجاجات، بقيادة مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب و حركة 20 فبراير، حيث اتخذت أشكالا نضالية متنوعة ومتميزة (اعتصامات - إضرابات - مسيرات شعبية...) أبانت عن طاقات هائلة لدى مواطني ومناضلي بني بوعياش و عن استعدادهم الدائم للنضال .

حركات احتجاجية شعارها الأبرز رفض الفساد ومحاكمة رموزه والنضال من أجل مطالب اجتماعية محلية إضافة إلى مطالب حركة 20 فبراير، نضالات أرعبت المنتفعين من الفساد وسماسرة الإنتخابات ولم يستسغيها الماسكين بزمام الأمور حيث عمدوا في محاولة أولى لوقف هذه الدينامية النضالية إلى تقديم شكاية ضد مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب بدعوى التجمهر الغير القانوني وعرقلة السير العادي للإدارة، وعلى أساسها تم اعتقال المناضل عبد الحليم البقالي مساء يوم 14/10/2011 من طرف جهاز الدرك الملكي، بإنزاله من الحافلة التي كانت تقله بعد عودته من مهرجان خطابي كان قد شارك فيه ببلدة قاسيطا، في سرية تامة وخرق سافر للمسطرة القانونية الخاصة بالإعتقال، ولازال هذا المناضل رفقة خمس رفاق له في الج.و.ح.ش.م يتابعون في حالة سراح، كما أقدموا في محاولة ثانية لتخويف وترهيب المناضلين على حشد و تجنيد عناصر البلطجية (الشماكرية) بالهراوات والآلات الحادة لنسف تنفيذ المسيرات الشعبية لحركة 20 فبراير، وبعد فشل محاولاتهم هاته للنيل من عزيمة وإصرار المناضلين تم الإنتقال إلى توجيه تهديدات مباشرة لأشخاص بعينهم عبر رسائل هاتفية قصيرة لمناضلي الج.و.ح.ش.م.م وحركة 20 فبراير، وفي هذا السياق تلقى المناضل عبد الحليم البقالي رسائل تهديدية تطالبه بالرحيل عن مدينة بني بوعياش خلال شهر نونبر و تتوعده بتصفيته جسديا وهي على الشكل التالي :

- يوم 22 أكتوبر 2010
(ila mabghitich tajma3 rasak na9tak lik dak lssan)

- يوم 23 أكتوبر 2011
(katsanak wahad lfala9a kahla nta odik bni bouyach kamlin wajdo roskom)

- يوم 23 أكتوبر 2011
(9assaman billah hta n9asmak trofa ila mabghitich tjma3 rasak 3aya9ti)

- يوم 25 أكتوبر 2011
(machhal na3tik takhwi bni bouayach f chhar novembre tlab)

إن انتشار مثل هذه الممارسات في مدن مغربية مختلفة يبين أنه لم تكن مجرد سلوكات فردية تلقائية بل تندرج ضمن محاولات الدولة للنيل من عزيمة المناضلين و تسييد أجواء الرعب والإرهاب للحد من المد النضالي الذي يشهده المغرب .

- فمن يكون الجاني وما هي دوافعه؟

الجاني ينحدر من بلدة بعيدة عن آيت بوعياش يعمل مياوما في قطاع البناء، معروف لدى الساكنة بانطوائه وانعزاله وإدمانه المخدرات و الخمر، ولم تكن تجمعه بالشهيد ولا بباقي المناضلين أية علاقة، فالجاني حسب شهادة بعض الشهود كان يبدو دائما في حالة سكر طافح، وشغله الشاغل تتبع تحركات مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات واستفزازهم باستمرار، مما حذا بمناضلي الجمعية باستفساره ذات يوم عن سبب سلوكاته هذه، فادعى أن المعطلين يلتقطون له صور شخصية ويقومون بنشرها على شبكة الأنترنيت، وحول سؤال عن مشاهدته لهذه الصور أكد أنه لم يسبق له مشاهدتها و يقال له ذلك فقط ، فكان رد المعطلين بأنها مجرد أقاويل لا أساس لها من الصحة، ونصحوه بكونه هو أيضا من ضحايا التهميش الإقتصادي والإجتماعي والسياسات المنتهجة، وحذروه من أن الأشخاص الذين يروجون لمثل هذا الكلام هم لا شك أناس تقلقهم نضالات المعطلين وحركة 20 فبراير وهم أعداء للتغيير يستفيدون من الوضع القائم و يخافون على امتيازاتهم ويريدون فقط تحريضك والإيقاع بك في صراع مع مناضلي الجمعية، تفهم الأمر فانصرف مع تقديم الإعتذار عن الإزعاج .

- يوم الجريمة 27 أكتوبر 2011 :

تقول شهادة شهود عيان أنه عند فتح الكشك لعقد اجتماع لحركة 20 فبراير شوهد الجاني بجانب إحدى الشجيرات ولم يعر أحدهم للأمر اهتماما، وحين توافد على الكشك بعض المناضلين آخرهم كان المناضل كمال الحساني عائدا من معركة التأسيس (26 أكتوبر) التي خاضتها الجمعية بمدينة الدار البيضاء، وفي انتظار وصول باقي المناضلين انشغلوا بمشاهدة بعض فيديوهات معركة التأسيس على الهاتف النقال، ولم تمض إلا دقائق حتى باغتهم الجاني موجها طعنة سكين كبير لكمال الحساني على مستوى العنق، وعند محاولته (الشهيد) الدفاع عن النفس وجه له الجاني طعنة ثانية على مستوى الجانب الأيمن من الظهر، ذعر الجميع من هيجان الجاني ورغبته في طعن أكثر من مناضل فتصدوا له بالكراسي، انطلق هاربا فلحق به المناضلين بمعية بعض المواطنين حيث تمت محاصرته من أمام مقر الباشوية مشهرا سكينه - الذي أكد الجميع أنه قديم - ومهددا كل من حاول الإقتراب منه، وفي هذه اللحظة أجرى الجاني مكالمة هاتفية قال فيها (أنا التجاني التجاني ...أجي نفكو هاد الحريرة ولا نقتلهم كاملين...) بعد مرور قرابة 20 دقيقة وصل إلى عين المكان عنصرين من عناصر الدرك الملكي فسلم لهم أداة الجريمة وسلم نفسه فتم اصطحابه دون وضع الأصفاد في يده .

وأمام تأخر وصول سيارة الإسعاف، رغم اتصال من عاينوا الحادث بها، تم التوجه صوب المركز الصحي قصد تقديم بعض الإسعافات الأولية للشهيد فكانت المفاجئة غياب الطاقم الطبي، ثم التوجه كذلك نحو البلدية للإستفسار عن عدم مجيء سيارة الإسعاف فكان المبرر غياب السائق، وبعد مرور خمسة وأربعين 45 دقيقة ستصل في لحظة واحدة كل من إسعاف البلدية والوقاية المدنية فنقل الشهيد في هذه الأخيرة .

45 دقيقة كانت كافية لينزف الشهيد الكثير من الدم ويلفظ أنفاسه بمجرد وصوله لمستشفى محمد الخامس بالحسيمة، متأثرا بطعنة الغدر ونتيجة إهمال وتقصير - الذي بات ميزة لمختلف المصالح العمومية - من لدن مصالح يفترض فيها الإسراع في إنقاذ حياة شخص في خطر، مع العلم ان سيارة إسعاف البلدية لن تستغرق كأقصى مدة سوى 3 دقائق، وسيارة إسعاف الوقاية المدنية الموجود مقرها بإمزورن سوى 15 دقيقة .

استشهد كمال حساني وورى الثرى في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف المواطنين، وكان الرأي الغالب يوجه أصابع الإتهام لقوى الفساد والإستغلال والنفوذ التي من شدة حرصها على مصالحها وامتيازاتها بالمنطقة أصبحت تخاف من الطاقات النضالية ، فعبأت وجهزت مياوما مهزوز نفسيا للنيل من الشهيد بطعنة غدر وتآمر .

وفي ليلة استشهاد كمال الحساني سيتلقى المناضل حليم البقالي مجددا رسالة تهديدية أخرى على هاتفه النقال يوم 28 دجنبر 2011 على الساعة 00:30، تأكد وجود أيادي خفية وتورط جهات غير الجاني المنفذ المباشر للجريمة جاء فيها :

yy.(ak goltlak khwi… shablik kantmazah walla sir 3la slamtak flati walakin ghadi tji nobtak o9rib, ila 3andkom chihaja, diroha azbal)l

انطلاقا من تجميع خيوط المعطيات الواقعية يمكن أن نخلص إلى أنه إذا كانت دوافع الجاني تختلف في منابعها فإنها تتواطئ بشكل مفضوح مع مسكوت عنه في القضية، وأن الجريمة قد لا تمثل سوى التجسيد الفعلي للتهديدات والمؤامرات التي تحاك ضد مناضلي الج.و.ح.ش.م.م وحركة 20 فبراير، وأن الجاني مجرد منفذ ليظل السؤال ملحا من قتل كمال الحساني؟

وبالرغم من هذه المعطيات التي تفرض على السلطات القضائية ضمان نزاهة التحقيق للكشف عن الحقيقة كاملة، قامت في شخص الوكيل العام للملك باصدار بلاغ تضليلي يروم من خلاله إلى حصر عملية الإغتيال في إطار جريمة انتقامية عادية بغية إسقاط البعد التآمري للجريمة وانطلاق المحاكمة بدون تحقيق فعلي في الموضوع واتخاذها مسارا خاطئا، وقد أصدر فرع بني بوعياش للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بيانا تكذيبيا بتاريخ 01 نمنبر 2011 يفند فيه كل ادعاءات ومغالطات الوكيل العام للملك .

عن المكتب